بسم الله الرحمن الرحيم
مشكور سليمان على موضوعك
وأسمحلي أضيف شي
ختان الإناث
بين شريعة الإسلام وقانون حقوق الإنسان
استدل الموجبون لختان الأنثى
شرع ختان الأنثى لعلتين
فوائد ختان الأنثى السني
ختان الذكر والأنثى - الختان السني - من سنن الفطرة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "الفطرة خمس"1، وذكر منهن الختان.
وعليه فلا يحل لأحد أن يتكلم عنه أويحكم عليه إلاّ العلماء الشرعيون، أما غيرهم من منظمة الصحة العالمية، ولجان حقوق الإنسان، وكذلك استشاريي النساء والتوليد، فلا ينبغي لهم الخوض في ذلك أبداً.
ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه، وإلاّ فهو يكون من عداد "الرويبضة"، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" :سيأتي على الناس سنوات خدَّاعات، يُصَدَّق فيها الكاذب، ويُكَذَّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الروييضة"، قيل: وما الروييضة؟ قال: "الرجل التافه في أمر العامة"2.
فختان الأنثى السني أجمعت الأمة على مشروعيته، وإن اختلفوا في حكمه، من الوجوب وهو الراجح لما سنذكر من الأدلة، إلى السنة، إلى المكرمة.
قال بوجوب ختان الأُنثى من العلماء المقتدى بهم على سبيل المثال لا الحصر من يأتي: الإمام الشعبي، ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ الإمام مالك، الأوزاعي، الشافعي، يحيى بن سعيد الأنصاري، الإمام أحمد في المشهور عنه، سحنون من المالكية، شيخ الإسلام ابن تيمية، العلاّمة ابن القيم، والشيخ منصور بن يونس البهوتي المصري الحنبلي المتوفى 1051هـ.
وأما من قال بسنيته فالإمام أبو حنيفة، والإمام مالك، والإمام أحمد في رواية عنه.
ã
استدل الموجبون لختان الأنثى بالآتي:
1. صح عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا جاوز الختان الختان"، وفي رواية:" إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل"3.
2. قوله صلى الله عليه وسلم لخاتنة الأنصار أم عطية رضي الله عنها:" اخفضي ولا تنهكي، فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل"4.
3. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: دخل على النبي صلى الله عليه وسلم نسوة من الأنصار، فقال: "يا معشر الأنصار، اختضبن غمساً، واخفضن ولا تنهكن، فإنه أحظى عند أزواجكن، وإياكن وكفر المنعمين"5، والمنعم الزوج.
4. وقال مالك:" من الفطرة ختان الرجال والنساء"6.
قال الماوردي الشافعي: (وأما خفض المرأة فهو قطع جلدة في الفرج فوق مدخل الذكر ومخرج البول على أصل كالنواة، ويؤخذ منه الجلدة المستعلية دون أصلها).7
قال الدكتور محمد علي البار معلقاً على ما قاله الماوردي: (هذا هو الختان الذي أمر به المصطفى، وأما ما يتم في مناطق كثيرة من العالم ومنه بعض بلاد المسلمين، مثل الصومال، والسودان، وأرياف مصر، من أخذ البظر بأكمله، أوأخذ البظر والشفرين الصغيرين، أوأخذ ذلك كله مع أخذ الشفرين الكبيرين، فهو مخالف للسنة، ويؤدي إلى مضاعفات كثيرة، وهو الختان المعروف باسم الختان الفرعوني، وهو على وصفه لا علاقة له بالختان الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم).8
ã
شرع ختان الأنثى لعلتين هما:
1. لإزالة النتن الذي يكون في أعلى البظر، قال ابن منظور رحمه الله في مادة "لخن"9
اللخن قبح ريح الفرْج، وامرأة لخناء، واللخناء التي لم تختن، وفي حديث عمر: يا ابن اللخناء، هي التي لم تختن، وقيل اللخن النتن).
2. تقليل شهوة المرأة، ولهذا يقال في المنابذة: يا ابن الغلفاء؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولهذا يقال في المشاتمة يا ابن الغلفاء، فإن الغلفاء تتطلع إلى الرجال أكثر، ولهذا يوجد من الفواحش في نساء التتار ونساء الفرنج ما لا يوجد في نساء المسلمين، وإذا حصلت المبالغة في الختان ضعفت الشهوة، فلا يكمل مقصود الرجل، فإذا قطع من غير مبالغة حصل المقصود بالاعتدال، والله أعلم)10.
وفي ذلك تقليل لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا.
ã
فوائد ختان الأنثى السني
قال دكتور البار: (لذا فإن الضجة المفتعلة ضد ختان البنات لا مبرر لها، لأن المضاعفات والمشاكل ناتجة عن شيئين لا ثالث لهما: الأول مخالفة السنة، الثاني إجراء العملية بدون تعقيم ومن قبل غير الأطباء).
ثم عدد فوائد ختان الأنثى السني، ملخصها11 ما يلي:
1. اتباع السنة.
2. ذهاب الغلمة والشَّبق – تعديل الشهوة.
3. منع الالتهابات "الميكروبية" التي قد تجتمع تحت القلفة للأنثى.
4. تقليل حدوث إصابات سرطان الفرج عند المختونين رجالاً ونساء.
5. تقليل الإصابات بالأمراض الجنسية الناتجة من الزنا واللواط، مثل الهربس، والقرحة الرخوة، والورم المغبني، والزهري.
6. نيل الحظوة عند الزوج.
من العجيب الغريب أن جل المنادين بمنع ختان الأنثى سنياً، والداعمين له مادياً، من المنظمات الكافرة والمشبوهة، ومن المنافقين الذين ليس لهم غرض في الدين، ولا يحق لهم الحديث عن حكم من الأحكام الشرعية، أما القليل من المخدوعين والمضللين، نحو بعض استشاريي النساء والتوليد وغيرهم، فقد أصابتهم ردة فعل من الختان الفرعوني المحرم شرعاً، ذي الأضرار البليغة والمخاطر الجسيمة، فقد ناقشنا كثيراً منهم، فهم لا يميزون بين الختان السني المشروع والختان الفرعوني المحرم، ولا يحل لأمثالهم الجهل بذلك أوالتجاهل.
ومما يحز في النفس تجرؤ هؤلاء على أهل الحل والعقد من العلماء والاختصاصيين في هذا الشأن شرعياً ومهنياً، كالدكتور البار، والدكتور عبد الله با سلامة12، والطبيبة الماهرة ست البنات حفظها الله ووفقها، ومحاولة سن قانون يحرم ممارسة الختان السني، وأن يتولى البعض في وزارة الصحة مثل هذا العمل المشين والتصرف اللئيم، منفذين لبرامج الكفار وما جاء في مؤتمراتهم التي غرضها تغيير فقه الأسرة في الإسلام، بدءاً بالختان السني، ومروراً بتحريم التعدد، وانتهاء بإلغاء ولاية الآباء على بناتهم في الزاوج تمكيناً للزواج العرفي الذي هو أخو الزنا.
فليتق الله المسؤولون في وزارة الصحة وغيرهم، وليعملوا على إيقاف هذه الحملات الجائرة، ومن عد هذه السنة من العادات الضارة، والله الموفق للصواب، وله المرجع والمآب، وصلى الله وسلم على النبي الهادي، وصحبه، والأتباع.
مشكور سليمان على موضوعك القيم
تقبل مروري