بسم الله الرحمن الرحيم
و رأيتهم يقفون جسرا بين عينيها و قلبي
قلت : لا تغروا السفائن بالرحيل إلى مرافئها البعيده
الموج وشم فوق أشرعتي
فلا تغروا الصواري بالشهادة
لم أعد ملكا لأغنيتي الوئيده
أيامنا انتفضت
كما تقف الذبيحة ترمق السكين
وجهك يا سعيده
قمر يطل علي من وهج الدماء
جبينك الممتد كالصحراء من رمل و طين
الآن قرص الشمس يزرعه على أفق الزجاج
فترتمي مدن جديده
في رغوة الزبد الحزين
و رأيت وجهك شاحبا
في صفرة الافق المدجج بالدخان
بكيت من خوفي ... بكيت
بكيت حتى ملت الاهداب من دمعي
و علقت البكاء المر وشما في الظهيره
من يمتطي جوع المفاصل
من يوسع خطوتي
من يحتمي بجدار أفكاري المهدم
من يغيرني ... و يمنحني ضفيره
لأعلق القمر الاخير
على نوافذي الاخيره
الىن يقتلني صراخك ...
أنت قنديلي المعلق بسمة صفراء في شفة المسدس
أنت اروع ما تؤججه الفصول
على حقول الملح
أنت قصيدتي الخجلى الأسيره
البحر أهدأ من بريق السيف
فلتبحر لأرض لا تسيجها الزلازل
تولد الاحقاد قشرة برتقال
ثم تكبر غيمة
تطفو على الرئة الصغيره
*****
أتراك حين صرخت أفزعت القبائل ...؟
كانت الأقزام ترقص حول جرحك
فالبلاد مساحة للرقص
الأحجار ترقص ... و الصنوبر
و المدينه
وجه لصرختك الدفينه
أتراك حين رقصت فتحت النوافذ كلها للكبر ياء...؟
لكنهم رقصو جماعات
على الجسد المخضب بالدماء
و توشحوك ليخدعوا الارض الحزينه
رقصوا على إيقاع نبضك في المحافل
و الفجر مفقوء العيون
رقصوا على دبك القنابل
رقصوا على أرض الجنون
رقصوا و أخشاب السفينه
تطفو على بحر الضغينه
في البدء ...
كان الجوع جلادا
و كنا نقرأ الأشعار في كفيه
من غضب الحطيئة مرة
حتى شرود أبي العلاء
و لا نبيع جلودنا لأظافر الحجاج
كنا نشتهي الصوم المعلق للابد
و ننام نغري الجوع ... نسكته بقدر ما طهى إلا الحجارة
ثم لا نجد الجسد
كنا ... و كان الجوع يحفر في العظام كهوفه السوداء
لكنه البحر أهدأ من ومضة السيف
كنا ... على شاطئ مظلم
نرصد الريح حين تخالس صمت الشراع
ثم لا نجد الأرض في صرخة الجوع و العري و اليتم
لا نجد الأرض خلف الضياع
ثم حين يطل على حائط الخوف
من مقلتيك شعاع
أصيح : أحبك في وشوشات الصغار
أحبك في الأعين الباكيه
أحبك في موجة تتضائل خلف الضباب
أحبك في الموجة الباقيه
أمشط قلبي ... أطارد وجهك حين يمر
أحاصره في جبال من اللهفة الداميه
و أحبك زنبقة ... تتفتح في عطش المذبحه
ومضة خابيه
تتلألأ في حبة المسبحه
ثم إن جبالا من الوحي
لا تتنزل إلا على الواقفين
على شفة الهاويه
قلت: لا صوت عندي لاقرأها ألف الأسر و الإنكسار
و ياء اليتامى
و لا صبر عندي لأقطف زهر الخزامى
و ألعق أقدامي الحافيه
ثم إني ... مددت يدي و كانوا ينسجون الليل من فرحي
مددت يدي ... كما تجد الرصاصة غمدها في القلب
يرتعشون كالشبح
على جدران هذا الليل
كانوا ينحتون الأرض من ضمأي
و يختبئون مثل الجمر في قدحي
مددت يدي ... حملت الموجة الحمراء ثم رحلت كالصدإ
أزغرد في بريق النصل
أحبك ... حينها أسرجت ما أبقيت لي من جرأة
و وقفت مثل الخيل
عبرتك يا طريق الموت محمولا على وجعي
و لم أسأل عن الربان
و أنت معي ... بكاء حامض في الحلق
قنديل يمط مخالب السجان
و يدخلها كهوف الخوف
يدخلها بلا جزع
و يرفض أن يغيض الدمع في العينين
أو تتحرج الأوشال بالخدع
دخلت عباءة القرصان
دخلت الليل مثل الفجر
صوتك شارق بالطهر
يفضح قسوة الإنسان
يفضح قسوة الإنسان
يفضح قسوة الإنسان[center]