جزيرة الأحلام

في جزيرة الأشواك كان مولدي ومحياي

فتحت عيناي على وحشة ظلام واللام

عشت ساعات أو ربما سنوات

لم يكن فيها أحدا ليهتم لأمري التعيس

ضاع الكثير من عمري هباء لم أكن أبدآ ذاتي

أمدت يدي لكل من حولي ولم أقابل من أمد يده لي

تمنيت الأمان .. الحب .. أردت الحياه

عزمت الرحيل بعيدآ عن جزيرتي

ركبت قاربي ورميت بدفتيه البحر ليكون حرا

تأخذه الرياح بأتجاهها كما تشاء

ومرت الليالي وأنا لا أعلم إلي أين مساري

إلى أن رسى قاربي على شط غريب

أرض بها نخيل وورود وكأنها قطعه من الجنه

فرحت بها وجاء لي شعور بأني بأرض الأمان

وطأت بأرضها بخطوات ملهوفه عمياء

أتأمل جمالها وكم كانت رائعه

وكان بها رجلا وليس كالرجال

بسعادته تغرد الطيور وتتفتح الأزهار

وبنظرة عيونه يذوب الجليد وتهيم الفتايات

وبسحر كلماته تعشقه الحوريات

مد لي يده وقال تعالي

من أين أنتى يا أجمل النساء

قلت .. أنى تائهه من بضع سنوات

جذبني بكلمات وليست كالكلمات

وتلاقت أعيننا فغبت عن الوجود

قال لي أحببتك وسأحبك الى الممات

صدقت كلماته ووافقت على هواه

ففتح لي ذراعيه وأخفاني عن كل النظرات

وتكوني لي وحدي فأنا الوعد المكتوب

وحييت بجزيرته أيامآ وليالي

وكنت له مملوكه وعيناه أسراني

وأصبحت جاريه من ضمن الجواري

وجاء يوم رحيلي عن أرض الأحلام

فهو ليس ملكي ولا أرضه كانت أوطاني

أنا الغريبه عن كل الأوطان

أعجز الرجوع لأرضي كما في الماضي

والبقاء مستحيل ...... فسأبدأ ترحالي

يا ملك الملوك لم يعد قلبك مكاني

يا ملك التعذيب لم أعد أتحمل معاناتي

معذره سيدي فأنا بشر وأبدآ لم أكن ملاك

ولا أنا حجر بلا شعور أو أحساس

أنا أنسانه خلقني ربي من روح ودماء

عذرا سيدى ... حبي ليس له مكان